الجمعة، 1 يوليو 2011

أصبحتُ أعشق ساعات الانتظار

نشرت من طرف : Unknown  |  في  4:34 ص

أصبحتُ أعشق ساعات الانتظار
 
 
 
قال لي صديقي: أمس ضحكت زوجتي فأنا كنت أقرأ في
 
الصباح سورة آل عمران، وخرجتُ لعملي، وإذا بي قبل النوم أقرأُ
 
سورة هود.. فقالت: ما بك؟ أصبحتَ تتنقَّل بين السور
 
على غير عادتك في ختم القرآن! هل لأنك تحب سورة هود أم
 
أنك تقرأ وردك برموش عينيك..؟ قلت لها: سأحكي لكي لاحقًا، لكنها نامت.
 
 
في الصباح كنَّا على موعدٍ عائلي، ولمَّا كانت زوجتي تتأخر في
 
"الجهوزية".. فقد لبستُ ثياب الخروج، وأمرت الكبار
 
بمساعدة الصغار وإنزال الشنط للسيارة.
 
 
وسحبت كرسي وجلست بجوار باب الخروج، ومعي مصحفي،
 
فكانت تتوقع مني أن أرفع صوتي وأصيح بصوتي الجهوري لها
 
هيَّا.. تأخرتي.. لكنها كانت تسمع قراءة القرآن، وعند آيات
 
الرحمة كنت أرفع صوتي فهمَّت زوجتي وقالت: سبحان الله ربنا
 
يهدي.. أين موشحات الحِفاظ على الموعد وضرورة السرعة في
 
"الجهوزية"؟ ضحكتُ وقلت لها: يكفي23 عامًا من النصائح.
 
 
وكان لي موعد عند أحد الزبائن لكنه أبقاني في حجرة الجلوس
 
نصف ساعة معتذرًا بأدب، فتناولت مصحفي وأنهيتً وردي.
 
 
خرجتُ في مشوارٍ إلى وسط البلد بزحامها وضوضائها وزخمها
 
أخذتُ ابني معي ليقود السيارة، وتناولت مصحفي ولم أحس
 
بالزحام ولا الضوضاء ولا أي شيء بل السكون والراحة والسلام
 
يملأ حياتي، لكن الدموع نزلت من عيني ليست دموع الفرح ولا
 
دموع تأثُّري بالآيات الجليلة, إنما هي دموع الندم.. يا الله!
 
كم فرطنا من ساعاتٍ، هل يُعقل أنني أختم القرآن في حوالي 5
 
أيام من ساعات الانتظار، هذه الأوقات التي كانت كلها توتُّر
 
وتبرُّم وضيق وانزعاج.. فكم قصَّرتُ في حق نفسي..؟ هل
 
يُعقل أنني أصبحت أحبُّ ساعات الانتظار!!.
 
 
 
في انتظار الطعام ذلك الموعد  الذي أحافظ عليه مع أولادي
 
حين يتأخر الطعام كنت أنزعج.. لكني أمسكت مصحفي وعلا
 
صوتي عند الآية ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ
 
لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (الإسراء: من الآية 82).
 
قالت لي زوجتي: إن قراءتك هذه تركت انطباعًا طيبًا لدى
 
الأولاد كلهم كبارًا وصغارًا، فهم بالرغم من أنهم يحفظون القرآن منذ
 
الصغر إلا أن صوتك الطيب بحشرجته الخفيفة وإحساسك بالمعاني
 
جعلهم يشتاقون لذلك، ويقولون: إنهم يتذكَّرون الآيات التي
 
قرأتها ويقلدونك.
 
 
أين أنت يا رجل..؟!.
 
يا الله! نزلت عليَّ الملاحظة كالصاعقة، فكم قصَّرت في حقهم،
 
فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "كلكم راعٍ وكلكم مسئول
 
عن رعيته".. فغياب القدوة في القرآن بالبيت وغياب القدوة
 
في الأذكار والصيام والأوراد.. يجعل تعليماتك لهم بأداء أعمالهم
 
التعبدية باهتةً ودون روح.. وتصبح التعليمات أمرًا من ضمن
 
آلاف الأوامر التي يسمعونها صباحَ مساء.
 
يا الله! كم ضيعت عليهم ساعات الطمأنينة والهدوء والسلام التي كان يحققها القرآن؟..
 
ضيعت عليهم الرحمة والنور ومباركة الملائكة.. ضيعت عليهم الشفاء وينابيع الخير والعطاء
 
التي يمنحنا إيَّاها القرآن، أأنا السبب؟.. الله المستعان.. لكن عذرًا فأنا من سيزرع فيهم
 
 
عشق ساعات الانتظار.. اللهم أكرمنا بكرم القرآن, وشرِّفنا بشرف القرآن, واجعلنا من أهله 

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

اذا اعجبك الموضوع قم بنشره

المشاركات الشائعة

Labels

أجمل مشاهد الفيديو احداث الثورة المصريه اخبار العالم بين ايديك أخبار الفن و الفنانين اخبار مصريه وعالميه اخبار وصور دمنهور أدعمنا .. ارتبط بنا ارسال رسايل مجانيه اسرار الموبايل اشعار نزار قبانى اشهار المواقع افهم كمبيوتر اقوال مأثوره أكتب موضوعآ الاسلام والمسلمين الحرب بين تامر حسنى - عمرو دياب الربح من الانترنت العاب فلاش مسليه الفيس بوك - facebook المدونات و أصول التدوين المرأه و الطفل المواضيع والخواطر الرومانسيه برامج تجارة دمنهور تحذير تصميم المدونة تعلم الانجليزيه بدون معلم جافا سكريبت - java script جلب الزوار جوجل أدسنس AdSense جوجل ايررث - Google Earth حبة فرفشة حوادث خدع فيس بوك خدمات اصحاب المواقع خواطر رومانسيه داخل قلبى منسيه دروس فيس بوك دروس مفيده دروس وادوات بلوجر دول العالم العربى راديو واذاعات - بث مباشر رسايل موبايل 2010 سياسة الخصوصية - Privacy Policy صور اجمل بنات طرق اشهار المواقع عالم الابراج عجائب وغرائب فيديوهات مختاره قرآن كريم - المصحف الإلكتروني قصص قصيره ومعبره قصص و مواقف كاركتيرات كل مواضيع المدونة ماسنجر مباشر من ميدان التحرير محمد الشبكشى محول العمله - Currency Converter محول كود ادسنس مشاكل وحها معرض الصور معلومات عامة مواضيع مختلفه تجنن نفحات اسلاميه نكت مصريه يبقى انت اكيد فى مصر Facebook-pages Firefox Add-ons

تابعنى

قائمة المتابعين

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

زوار المدونة

back to top